الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحدوث مشاكل في الحياة الزوجية أمر عادي، ولكن المهم في هذه الحالة أن يتعقل الزوجان، ويحرصا على إنهائها؛ لئلا يتطور الأمر بدخول الشيطان، وتأجيجه نار العداوة ليحصل ما يحب من الضغائن، والفرقة بين الأحبة؛ قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا {فاطر:6}. وثبت في صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة، أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، قال: ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه، وبين امرأته -قال- فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت.
وإذا عرف كل من الزوجين حق الآخر عليه، وقام به على أكمل وجه، كانت العلاقة بينهما على أحسن حال من الألفة، والمودة، والسعادة؛ ولمعرفة حقوق الزوجين راجعي الفتوى رقم: 27662.
وإخبار المرأة أباها بما بينها وبين زوجها من مشكلة؛ ليتدخل للحل، لا حرج فيه، ولكن ينبغي للزوجة أن تتروى قبل الإقدام على ذلك؛ لتعلم مدى مصلحته من مفسدته.
والأصل أنه لا يجوز للزوج منع والدي الزوجة من زيارتها في بيته، أو الذهاب إليهما في بيتهما، لكن إذا ترتب على ذلك ضرر محقق يتأذى منه الزوج، فله المنع حينئذ تفاديًا للضرر، فالقاعدة أنه لا ضرر ولا ضرار.
وأما إذا كان المنع لا لسبب، فهل يجب طاعته أم لا؟ محل خلاف بين العلماء، وقد بينا الكلام في ذلك في الفتوى رقم:70592، والفتوى رقم: 69044، وفيهما تفصيل القول مع الترجيح فراجعيها.
والأولى، والأسلم على كل حال أن تكتفي بالتواصل معهم من خلال وسائل التواصل، وما أكثرها في هذه الأيام، واستعيني بالله تعالى أن يوفقك في الإصلاح بينك وبين زوجك، ولا بأس بالاستعانة بالعقلاء من أهلك وأهله إن تطلب الأمر ذلك -وفق الله الجميع لما يحب ويرضى-.
والله أعلم.