الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يأجرك في مصيبتك، وأن يشفيك ويعافيك.
ثم اعلم أن ما أصابك إنما هو بتقدير الله تعالى، وقضاء الله تعالى للمؤمن كله خير، فأنت إن صبرت على هذه المصيبة وابتغيت الأجر من الله تعالى كان ذلك خيرا لك، قال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التغابن:11}. قال علقمة: هو العبد تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم. فاصبر على ما نزل بك من البلاء، واعلم أن الله لا يقضي للمؤمن قضاء إلا كان ذلك خيرا له، وأنه سبحانه أرحم بعبده من الأم بولدها، فلا يقدر للعبد إلا ما هو مقتضى المصلحة والحكمة، وأما ما سبق منك من الذنوب، فإنك متى تبت إلى الله عز وجل من فعلها محيت عنك، ولم تؤاخذ بها، فإن الله سبحانه هو الغفور الرحيم. فاستقبل حياتك بتفاؤل، وحسن ظن بالله تعالى، ولا تتمن الموت لما نزل بك من المصيبة، فإن ذلك منهي عنه، ومارس نشاطاتك المعتادة، واجتهد في عبادة ربك تعالى، والتقرب إليه، وسله الشفاء والعافية، فإنه سبحانه قادر على أن يرفع ما نزل بك من الضر.
والله أعلم.