الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنعتذر عن إرسال سؤالك إلى عمرو خالد، فليس ذلك من تخصص موقعنا، وإنما هو موقع إفتاء يجيب عن أسئلة المستفتين، فلذا نجيبك عما سألت عنه فنقول: لا يصح لمن لم يأخذ القرآن بالمشافهة أن يدرّسه؛ لأن في المصحف الشريف بعض الحروف مزيدة في بعض الكلمات لا تلفظ، وفي بعضها حروف محذوفة خطًّا وتقرأ لفظًا، هذا فضلًا عن كيفية النطق بالكلمات، وإخراج الحروف من مخارجها، وإعطائها ما تستحق من التفخيم والترقيق، والفتح والإمالة، فلا بد من اتباع ذلك كله ممن يحسنه، وقد قال الله تعالى: فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ القيامة: 18}.
وقديمًا قيل: لا تأخذ القرآن من مصحفي، ولا العلم من صحفي.
ولكن لا مانع أن تعلمي هذا الولد ما تحسنينه من القرآن الكريم تلاوة وتفسيرًا، ولو كان سورة أو آية واحدة، وقد حثنا نبينا صلى الله عليه وسلم على التبليغ عنه وعلى تعليم الناس، فقال: بلغوا عني ولو آية. وقال: ليبلغ الشاهد منكم الغائب. وقال: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. وكلها في الصحيحين وغيرهما.
والله أعلم.