الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم ما فطر الله عليه بني آدم من ميل الجنسين إلى بعضهما؛ لذا جاء الشرع الحكيم بسد السبل المفضية إلى افتتان الجنسين ببعضهما، ومن ذلك: منع التواصل بين الرجال، والنساء الأجنبيات بالحديث ونحوه دون حاجة؛ لما قد يؤدي إليه من الفتنة.
والتواصل الإلكتروني بين الجنسين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يلحق بالتواصل بينهما في الواقع، وعلى هذا فتواصلك مع الرجال بالتضاحك، والمزاح وما شبهها من التعليقات، فيه تجاوز للمباح من التواصل، فينبغي لك الكف عنه. وراجعي مزيد بيان لهذا في الفتوى رقم: 243871.
وأما عن الغيبة: فهي ذكر المسلم في غيابه بما يكره أن يُذكر به، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذكرك أخاك بما يكره» قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته». رواه مسلم. قال النووي: فأما الغيبة: فهي ذكرك الإنسان بما فيه مما يكره، سواء كان في بدنه، أو دينه، أو دنياه، أو نفسه، أو خلقه، أو خلقه، أو ماله، أو ولده، أو والده، أو زوجه، أو خادمه، أو مملوكه، أو عمامته، أو ثوبه، أو مشيته، وحركته، وبشاشته، وخلاعته، وعبوسه، وطلاقته، أو غير ذلك مما يتعلق به، سواء ذكرته بلفظك، أو كتابك، أو رمزت، أو أشرت إليه بعينك، أو يدك، أو رأسك أو نحو ذلك. اهــ. من الأذكار.
فإن كان في التعليقات التي تكتب ذكر لمسلم غائب بما يكره فهي من الغيبة المحرم. وانظري الفتوى رقم: 6710.
والله أعلم.