الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاتق الله فيما تتكلم به؛ فالكلام موقعه خطير، وقد يؤدي بالعبد إلى مهالك، وانظر الفتويين: 168473 ، 78502.
ومع هذا فالكلام المحتمل للكفر وغيره لا يُحمل على الكفر، جاء في حاشية ابن عابدين الحنفي: اعْلَمْ أَنَّهُ (لَا يُفْتَى بِكُفْرِ مُسْلِمٍ أَمْكَنَ حَمْلُ كَلَامِهِ عَلَى مَحْمَلٍ حَسَنٍ أَوْ كَانَ فِي كُفْرِهِ خِلَافٌ، وَلَوْ) كَانَ ذَلِكَ (رِوَايَةً ضَعِيفَةً) كَمَا حَرَّرَهُ فِي الْبَحْرِ، وَعَزَاهُ فِي الْأَشْبَاهِ إلَى الصُّغْرَى. وَفِي الدُّرَرِ وَغَيْرِهَا: إذَا كَانَ فِي الْمَسْأَلَةِ وُجُوهٌ تُوجِبُ الْكُفْرَ وَوَاحِدٌ يَمْنَعُهُ فَعَلَى الْمُفْتِي الْمَيْلُ لِمَا يَمْنَعُهُ، ثُمَّ لَوْ نِيَّتُهُ ذَلِكَ فَمُسَلَّمٌ وَإِلَّا لَمْ يَنْفَعْهُ حَمْلُ الْمُفْتِي عَلَى خِلَافِهِ. انتهى
ولم نر فيما ذكرت ما يُقطع معه بالكفر. فتب إلى الله، واستقم، وتجنب مثل هذه الألفاظ، ولا تتدخل في الحكم بتكفير نفسك ولا غيرك.
ونفيدك أن سؤالك يشير إلى نوع وسوسة، وأحسن العلاج أن تلهى عنها، وتنصرف إلى ما يفيدك، ومن رحمة الله أنه لا يؤاخذ بالخواطر، والوساوس؛ ولا تصير بها كافراً، ولا آثماً كما بينا بالفتوى رقم: 135798.
وما تكلمت به في نفسك، ولم تنطق به لا مؤاخذة به، كما بالفتوى رقم: 99234.
وأما بخصوص يسير النجاسة؛ فمن أهل العلم من قال بالعفو عن يسير النجاسات مطلقا، كما سبق في الفتوى رقم: 174267.
وإن كنت مصاباً بالوسوسة، فلا حرج عليك أن تأخذ بأسهل الأقوال وأرفقها بك، وليس هذا من تتبع الرخص المذموم، وانظر الفتويين رقم: 181305، ورقم: 134196.
وعليك تعلم أحكام ما يلزمك من العبادات، ولا تتكلم بلا علم في شيء من الشرع؛ قال تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا. {سورة الإسراء: 36}. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وطلب العلم الشرعي فرض على الكفاية إلا فيما يتعين؛ مثل طلب كل واحد علم ما أمره الله به وما نهاه عنه؛ فإن هذا فرض على الأعيان. اهـ
ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الفتاوى أرقام: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.