الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تتحرى حتى تعلم مصدر ذلك المال، إما بمراجعة حسابات الصالة التي تعمل بها، وكذلك مراجعة حساباتك أنت، فإن تبين لك كونه للصالة لزمك دفعه إليها، وإلا فتبني على الأصل، وهو براءة ذمتك، وكون ما بيدك ملك لك ما لم يظهر خلاف ذلك، ففي القواعد الشرعية المقررة، كما ذكر السيوطي وغيره: الأصل براءة الذمة ـ ومعنى القاعدة بأنَّ الذمة بريئة غير مشغولة بحق من الحقوق، فلا تُشغل براءتها بمجرد الشك العارض، بل بيقين يرفع اليقين الأول، وهي مندرجة تحت القاعدة الكلية الكبرى: اليقين لا يزول بالشك ـ وتقتضي أن الذمة خلقت بريئة من أي تكليف أو إلزام، فما لم يرد دليل على الإشغال، فلا تشغل، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: والأصل فيما بيد المسلم أن يكون ملكاً له إن ادعى أنه ملكه.
والله أعلم.