توصيل الأم إلى بيت صديقاتها اللاتي يفعلن المنكرات

28-5-2014 | إسلام ويب

السؤال:
جزاكم الله خيرا.‏
‏ هل من الممكن أن تبينوا لي إن ‏كانت هذه الأمور داخلة في قول الله ‏تعالى: ((ولا تعاونوا على الإثم ‏والعدوان)).‏
أعيش في أسرة غير مسلمة، فأبي ‏ملحد، وأهلي من المبتدعة.‏
وأمي تطلب مني في أحيان كثيرة أن ‏أعينها على فعل المنكرات، فمثلا ‏تطلب مني أن أصلح التلفاز الذي هو ‏أكبر شيطان في منزلنا، وهو دائما ‏يصدر الغناء، وصور العاريات. ‏ومثال آخر: تطلب مني أن أوصلها ‏إلى مكان فيه منكرات مثل أن ‏أوصلها إلى منزل صديقاتها، الذي ‏فيه منكرات كثيرة مثل الاختلاط، ‏والموسيقى وقليل من الأحيان يكون ‏هنالك شرب مسكرات، ورقص. الخ.‏
ولكن أريد أن أخبركم أن هنالك ‏أمورا كثيرة أخرى، وأنا الآن أعيش ‏في منزل أهلي ولا أستطيع أن أنتقل ‏وأعيش لوحدي، ووالدتي لديها ‏أمراض كثيرة وخاصة في الأعصاب ‏فعندما أرفض فعل أوامرها تغضب ‏كثيرا؛ مما يؤدي إلى زيادة مرضها ‏وأخذها للمستشفى.‏
أفيدونا جزاكم الله خيرا.‏

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإننا أولا نسأل الله تعالى لوالديك الهداية إلى الصراط المستقيم، ونوصيك بالدعاء لهما بالهداية والصلاح، فذلك من أعظم إحسانك إليهما والبر بهما، هذا مع الحرص على دعوتهما إلى الخير بالأسلوب المناسب، وسواء كان ذلك عن طريق مباشر أم من طريق غير مباشر. واحرص على أن تكون قدوة صالحة لهما بحسن التعامل معهما، والتفاني في خدمتهما؛ وانظر الفتوى رقم: 124401 .

 وإذا كانت أمك تستغل التلفاز في رؤية أمور منكرة، فلا يجوز لك إصلاحه لها؛ ففي ذلك إعانة لها على المعصية. وكذا الحال فيما إن كانت تذهب لصديقاتها لممارسة شيء من المنكرات معهن، فلا تجوز إعانتها في ذلك، فالله عز وجل يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}. وطاعة الوالدين في معصية الله لا تجوز؛ ففي الصحيحين عن علي- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.

واعمل في هذه الحالة على مدراتها قدر الإمكان بحيث تتقي إغضابها.

 وأما إن كانت تريد زيارة صديقاتها هكذا مطلقا من غير قصد المشاركة في منكر، فلا حرج عليك في إعانتها على ذلك، ولست مكلفا بالبحث عن قصدها بالزيارة، فحن مكلفون بالظاهر.

  قال الشاطبي في الموافقات: أصل الحكم بالظاهر مقطوع به في الأحكام خصوصا، وبالنسبة إلى الاعتقاد في الغير عموما أيضا.اهـ.
 والله أعلم.

www.islamweb.net