الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا أولا نسأل الله تعالى لوالديك الهداية إلى الصراط المستقيم، ونوصيك بالدعاء لهما بالهداية والصلاح، فذلك من أعظم إحسانك إليهما والبر بهما، هذا مع الحرص على دعوتهما إلى الخير بالأسلوب المناسب، وسواء كان ذلك عن طريق مباشر أم من طريق غير مباشر. واحرص على أن تكون قدوة صالحة لهما بحسن التعامل معهما، والتفاني في خدمتهما؛ وانظر الفتوى رقم: 124401 .
وإذا كانت أمك تستغل التلفاز في رؤية أمور منكرة، فلا يجوز لك إصلاحه لها؛ ففي ذلك إعانة لها على المعصية. وكذا الحال فيما إن كانت تذهب لصديقاتها لممارسة شيء من المنكرات معهن، فلا تجوز إعانتها في ذلك، فالله عز وجل يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}. وطاعة الوالدين في معصية الله لا تجوز؛ ففي الصحيحين عن علي- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.
واعمل في هذه الحالة على مدراتها قدر الإمكان بحيث تتقي إغضابها.
وأما إن كانت تريد زيارة صديقاتها هكذا مطلقا من غير قصد المشاركة في منكر، فلا حرج عليك في إعانتها على ذلك، ولست مكلفا بالبحث عن قصدها بالزيارة، فحن مكلفون بالظاهر.
قال الشاطبي في الموافقات: أصل الحكم بالظاهر مقطوع به في الأحكام خصوصا، وبالنسبة إلى الاعتقاد في الغير عموما أيضا.اهـ.
والله أعلم.