الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعمل المرأة، أو دراستها في موضع تخالط فيه الرجال باب شر وفساد، وانظري ضوابط عمل المرأة في الفتويين : 522، 3859.
وإذا اقتضت الحاجة عمل المرأة، أو دراستها في مكان تخالط فيه الرجال، فالواجب اجتناب الخلوة، وأن يكون التعامل بين الرجال والنساء في أضيق الحدود، وبقدر الحاجة، مع اجتناب النساء الخضوع بالقول، والحرص على التستر، وغض البصر، وانظري الفتوى رقم: 37294.
فالواجب عليك أن تراعي ضوابط الشرع في التعامل مع الرجال الأجانب، وإذا احتجت إلى مكالمتهم فليكن ذلك بقدر الحاجة، من غير مزاح، ولا تبسط في الكلام، واعلمي أنّ التوبة مقبولة، ولو تكررت بتكرر الذنب، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ {البقرة 222}، قال ابن كثير -رحمه الله-: أي: من الذنب وإن تكرر غشْيانه.
وأما بخصوص مرتبة الصديقية فهي أعلى المراتب بعد النبوة، ولا مانع من نيلها في هذه الأزمان، مع العلم بأن الصديقين درجات متفاوتة، قال ابن تيمية -رحمه الله-: وَالصِّدِّيقُ فِي الْعَصْرِ الْأَوَّلِ أَكْمَلُ مِنْهُمْ، وَالصِّدِّيقُونَ دَرَجَاتٌ وَأَنْوَاعٌ؛ وَلِهَذَا يُوجَدُ لِكُلِّ مِنْهُمْ صِنْفٌ مِنْ الْأَحْوَالِ، وَالْعِبَادَاتِ حَقَّقَهُ، وَأَحْكَمَهُ، وَغَلَبَ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ الصِّنْفِ أَكْمَلَ مِنْهُ وَأَفْضَلَ مِنْهُ.
والوقوع في بعض المعاصي من غير إصرار، لا يمنع من الوصول إلى درجة الصديقية، قال ابن القيم -رحمه الله-: فهؤلاء الصديقون المتقون قد أخبر سبحانه أن لهم أعمالًا سيئة يكفرها.
والله أعلم.