التخوف من وساوس العقيدة القهرية ومدافعتها دليل على الإيمان

4-6-2014 | إسلام ويب

السؤال:
سأحكي لكم قصتي من البداية على أمل أن أجد ضالتي في موقعكم الكريم: أنا شاب عمري 20 سنة ، أعزب ، بدأت قصتي حين تكاثرت عليّ الهموم والمصاعب في حياتي من حيث وضعي في حياتي، فكنت أمارس العادة السرية بكثرة، وكنت لا أذهب إلى الجامعة من الكسل، فكانت حياتي مثل الدواب، والحمد لله، قررت أن أتوب، وأبدأ حياتي مع الله عز وجل، فصرت أصلي وأقرأ القرآن، وانزاحت همومي فعلًا، وشعرت بالرضا عن النفس، وطمأنينة إلى أن جاء ذاك اليوم، فكنت أتصفح في الإنترنت عن عقوبة من يشتم الرسول عليه الصلاة والسلام، ففجأة شعرت بأني أريد أن أشتم، وهنا بدأت أسمع صوتًا في رأسي يشتم، وأصابني حزن شديد جدًّا، فعلمت أن هذه الحالة هي وسواس قهري، وتعالجت منه، وأنا الآن غارق فيما هو أعظم بكثير، فأنا الآن تأتيني أفكار عن الشك في الله ورسله، وأشعر بأني مقتنع بها كل الاقتناع، وعندما أريد أن أحاربها بالدلائل أجد نفسي، أو أشعر بأني غير مقتنع مما يزيد يأسي، وأنا على هذه الوساوس منذ ما يقارب الأربعة شهور، وشككت في كل ما يخص الدين، كل شيء، إلا أن هذه الوساوس كانت الضربة القاضية، فأنا الآن صرت أشك، وكأني مقتنع، وأشعر بأن الإيمان في داخلي ضعيف جدًّا، يكاد يختفي، وأشعر أني أؤمن بقصة تحكى، وكلما حاولت أن أجاهد هذه الأفكار تزداد، وكلما ابتعدت عنها تزداد، وحياتي أصبحت أفكارًا فقط، ولم أعد أذهب إلى أي مكان، بل أمكث في غرفتي فقط وأفكر، ولم أجد إلى الآن مثل حالتي على النت، وهذه شكوك أشعر أني مقتنع بها، ولم أعد أخاف منها كما كنت، فأفكر في الرسل فأشعر بأنها قصة، وأفكر في الموت، وعذاب القبر وأشعر أني مقتنع بأساطير، وأن كل ما حولي هو أساطير، وهذه الوساوس سيطرت عليّ، وعندما أشك بالله أفزع مباشرة، وأحاول أن أبتعد عن ذلك، وأصبحت أنغمس في هذه الأفكار دون أن أشعر، وأشك في أخطر أركان الإسلام، وهذه الأفكار مسيطرة عليّ، وكلما أجد أحدًا يذكر الله، أو أريد أن أقول: الحمد لله مثلًا أقول في نفسي: وهل الله موجود؟ أشعر بأني مخطئ في قولي، وأجد نفسي لا تريد أن تقتنع بأن الله هو الله، وأن محمدًا هو خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، لا أعرف ماذا أقول، كلما أدعو الله أو أتنفس تأتيني أفكار الملحدين نفسها، وكلما أرد بالدلائل أشعر بعدم الاقتناع، وهذه الوساوس أصبحت لا أجدها وساوس وإنما أفكار، وأحيانًا تأتيني طمأنينة بأني مؤمن، وأن أفكاري كلها غلط، وأقول الشهادة بقلب مرتاح، ولكني مباشرة أشعر أني كافر من جديد، وغير مؤمن، ومنذ أربعة شهور لم أهنأ بعدم التفكر، أو دقيقة من الإيمان الحقيقي، فأرجو مساعدتي لأني أريد أن أؤمن بالله حق الإيمان، وأن أؤمن بالرسل، وأن محمدًا هو خاتم الرسل، ولكن لا أشعر بالاقتناع مهما حاولت أن أقنع نفسي، وكلما أجد دليلًا تأتيني فكرة مضادة له، وشكرًا لكم.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله لنا ولك العافية، ونفيدك أن تخوفك من الموضوع دليل على أنك مؤمن، ولكن الشيطان ينغص حياتك بهذه الوساوس القهرية، والشكوك القذرة، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله ‏عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: (وقد ‏وجدتموه؟" قالوا: نعم، قال: " ذاك صريح الإيمان". قال النووي في شرحه لهذا الحديث: ‏فقوله صلى الله عليه وسلم: " ذلك صريح الإيمان، ومحض الإيمان" معناه: استعظامكم ‏الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلاً ‏عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً، وانتفت عنه الريبة والشكوك.‏ اهـ

وبناء عليه، فعالج الموضوع بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والانتهاء عن الاسترسال مع خطواته الخبيثة في الوسوسة، والإعراض الكلي عنها وعن التفكير، واشغل نفسك ووقتك عنها، وابتعد عن الانفراد بنفسك، وابحث عن صحبة صالحة من طلبة العلم الشرعي والدعاة إلى الله تعالى، ففي الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي أحدكم الشيطان فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله، ولينته.

وراجع  الفتوى رقم: 3086، والفتوى رقم: 5344، والفتوى رقم: 13277.

والله أعلم.

www.islamweb.net