من لم يدرك ما علق عليه المنذور لم يلزمه الوفاء
10-12-2002 | إسلام ويب
السؤال:
أنا نذرت نذرا عندما كنت في أيام الامتحانات وكان كالتالي إذا طلع معدلي في الثانويه فوق 75 فسوف أصلي 100 ركعة لكن المعدل 73 الرجاء منكم الافتاء ولكم جزيل الشكر
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عقد النذر مكروه، لما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النذر، وقال: لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل.
لأن البخيل هو الذي لا يصرف شيئًا إلا في مقابل شيء آخر، ووجه بخل الناذر أنه لم يصرف عبادته إلا في مقابل أن يحقق الله له شيئًا ما.
وحُمل هذا النهي على الكراهة؛ لأن الله عز وجل أثنى على الموفين بالنذر فقال: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً [الإنسان:7].
وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه.
فدل الأمر بالوفاء بالنذر، ومدح الموفين به على أن ما ورد فيه من نهي محمول على الكراهة، إذ لو كان حرامًا لما جاز الوفاء به، فضلاً عن الأمر به، ومدح الموفين به.
هذا، ومن التزم طاعة مما له أصل في الوجوب بالشرع كالصوم والصلاة والصدقة، لزمه الوفاء بها بإجماع أهل العلم إن أدرك ما أمَّل بلوغه من ذلك، فإن لم يدرك ما علق عليه المنذور على الوجه الذي ذكر لم يلزمه الوفاء، ولا شك أن السائل لم يدرك الدرجة التي عينها، وبالتالي فلا يلزمه شيء.
والله أعلم.