الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لتلك المرأة ما تفعله معك من الازدراء والاحتقار ونحوه، وينبغي أن تذكريها بالله تعالى، وتبيني لها حرمة ما تفعله، واستعيني على ذلك بذوي الرأي والحكمة من أهلك، فتذكرون لها حرمة تحقير المسلم وازدرائه، وتذكروها بقول الله تعالى: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ{الحجرات:11}. وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: الكبر بطر الحق وغمط الناس.
وغمط الناس أي احتقارهم، وبنحو ذلك من النصوص، فإن تابت وندمت على فعلها فالحمد لله، وإن أصرت على ذلك فيجوز لك هجرها وتجنبها، فإن هجر من يؤذي جائز لا حرج فيه، قال ابن عبد البر رحمه الله: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
ويجوز لك الدعاء عليها بقدر ظلمها لك، فتدعين الله أن يأخذ لك حقك منها، وأن يعاقبها بظلمها ونحو ذلك، والأولى من ذلك والأفضل أن تعفي عنها وتصفحي وتدفعي سيئتها بالحسنة، فإن ذلك مجلبة للمودة، كما أنه أعظم في أجرك ومثوبتك كما قال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}. وقال: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {آل عمران:134}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا. أخرجه مسلم.
والله أعلم.