الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان وقوفك عند المقبرة بحيث ترى القبور ويسمع أهلها سلامك عليهم، فهذه تعد زيارة للقبور لك أجرها ـ إن شاء الله ـ وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: إذا مررت بالمقابر هل أسلم عليهم وأنا مثلا في سيارتي وبيني وبينهم سور المقبرة؟ أم لابد من السلام عند الوقوف عليهم داخل المقابر؟ فأجاب بقوله: إذا تيسر الوقوف عليهم يكون أولى وأكمل تنزل وتقف على المقابر وتسلم، وإن سلمت من بعيد فلا بأس ـ إن شاء الله ـ إذا كنت قريبا منهم بحيث يسمعون.. انتهى.
وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: عند المرور بجانب سور المقبرة هل نسلم على أهل المقابر؟ فأجاب فضيلته بقوله: نعم، يقول العلماء يُسنُّ السلام على أهل المقابر سواء مررت أو وقفت، لكن كونك تقف وتسلم وتدعو بما ورد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير من أن تمر، ومرور الناس الآن في الغالب بالسيارات ويكون سريعاً ولا يكمل الإنسان ربع الوارد إلا تجاوز المقبرة، أما إذا هناك سور ولا ترى المقابر فلا يكون ذلك زيارة. اهـ
والله أعلم.