الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما الشق الأول من السؤال: فينبغي طرحه على علماء بلدك حيث أنت مباشرة، إذ لا يمكن الاستغناء فيه بالسؤال عن بعد؛ لأن مسائل التركات من المسائل الشائكة، وقد تحتاج استفصالا، واستقصاء لا يتأتى إلا بالمشافهة، والمباشرة.
وأما الشق الثاني من السؤال. فجوابه: أنه لا يجوز لك التعاون مع المعقب بعدما علمت نيته في رشوة الموظف كي يتعاون معه على تخليص المعاملات الكثيرة لديه؛ لأن الموظف الذي يؤدي عمله الواجب، ويتقاضى عليه راتبا، ليس له أخذ مال من أصحاب المعاملات مقابل أداء عمله، ما لم تأذن له جهة عمله في ذلك، وهذا نادر؛ وانظر الفتوى رقم: 125483
وإذا كان المعقب يريد معاملة محرمة، فلا يجوز التعاون معه عليها، وتأثم لوفعلت ذلك؛ لقوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}. وفي الحديث عن ثوبان- رضي الله عنه- قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي، والمرتشي، والرائش يعني الذي يمشي بينهما. رواه أحمد.
والله أعلم.