الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالتسبيح إن كان المقصود به التسبيح أثناء الركوع، أو السجود، فيجزئ مرة واحدة، ولا حرج في الزيادة عليها، ولا يتعين فيه عدد معين.
جاء في المجموع للنووي: وأما حكم المسألة) فقال الشافعي -رحمه الله- في المختصر: يقول سبحان ربي العظيم ثلاثًا، وذلك أدنى الكمال، وقال في الأم: أحب أن يبدأ الراكع فيقول: سبحان ربي العظيم ثلاثًا, ويقول ما حكيته عن النبي صلى الله عليه وسلم، يعني حديث علي -رضي الله عنه- قال أصحابنا: ( يستحب التسبيح في الركوع, ويحصل أصل السبحة بقوله: سبحان الله، أو سبحان ربي، وذلك أدنى الكمال أن يقول: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات, فهذا أدنى مراتب الكمال).
قال القاضي حسين: قول الشافعي يقول: سبحان ربي العظيم ثلاثًا, وذلك أدنى الكمال, لم يرد أنه لا يجزيه أقل من الثلاث; لأنه لو سبح مرة واحدة كان آتيًا بسنة التسبيح, وإنما أراد أن أول الكمال الثلاث, قال: ولو سبح خمسًا، أو سبعًا، أو تسعًا، أو إحدى عشرة كان أفضل وأكمل, لكنه إذا كان إمامًا يستحب أن لا يزيد على ثلاث، وكذا قال صاحب الحاوي: أدنى الكمال ثلاث، وأعلى الكمال إحدى عشرة، أو تسع, وأوسطه خمس، ولو سبح مرة حصل التسبيح. انتهى.
لكن لو سبح المصلى في ركوعه أو سجوده خمسًا، فلا يجب عليه التزام هذا العدد في باقي الركعات، بل له أن يزيد عليه، أو ينقص، فالأمر في هذا واسع، وجمهور أهل العلم على أن تسبيح الركوع والسجود سنة غير واجب، فمن تركه عمدًا أو سهوًا، فصلاته صحيحة، ولا شيء عليه، وراجع المزيد في الفتوى رقم: 157475.
وبخصوص إعادة الأذكار من البداية عند الشك في عددها، أو عدم اعتبار ما حصل فيه الشك، فهذا لا حرج فيه، بل هو أقرب للاحتياط، ويجوز لك اتخاذ مسبحة لضبط عدد هذه الأذكار، وإن كان الأفضل استعمال الأصابع ما أمكن ذلك.
جاء في الموسوعة الفقهية: وحاصله أن العقد بالأنامل أفضل، لا سيما مع الأذكار بعد الصلاة، أما في الأعداد الكثيرة التي يلهي الاشتغال بعدّها عن التوجه للذكر، فالأفضل استعمال السبحة. انتهى.
وراجع المزيد في الفتوى رقم: 7051.
والله أعلم.