الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
بخصوص الأثر الذي وجدته على ثيابك فله عدة حالات:
1ـ أن تتحقق كونه منيًا، لوجود ما يدل لذلك ـ كرائحة مثلا ـ فهنا يجب عليك أن تغتسل من الجنابة، وأن تعيد الصلوات التي صليتها بعد العثور على الأثر المذكور وقبل الاغتسال, ولا إثم عليك.
2ـ أن تتيقن أنه مذي، فتكون صلاتك صحيحة إذا كنت قد غسلت ما أصابه المذي من الذكر، وبقية بدنك، وثيابك، ثم توضأت وصليت بثوب طاهر، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 49490.
3 ـ أن تجهل حقيقته هل هو مني أم مذي؟ فإن شئت جعلته منيًا، فتغتسل من الجنابة، وتعيد ما صليته من فرائض قبل غسل الجنابة، وإن شئت جعلته مذيًا، فتصح صلاتك إذا كنت قد غسلت نجاسة المذي عن البدن والثياب, وتوضأت وصليت بثوب طاهر, وهذا التفصيل للشافعية، وهو المفتى به عندنا, كما سبق في الفتوى رقم: 118140.
جاء في المجموع للنووي: قال أصحابنا: فإن قلنا بالتخيير فتوضأ وصلى في ثوب آخر صحت صلاته, وإن صلى في الثوب الذي فيه البلل ولم يغسله لم تصح صلاته، لأنه إما جنب, وإما حامل نجاسة, وإن اغتسل وصلى في هذا الثوب قبل غسله صحت صلاته، لاحتمال أنه مني. انتهى.
وفي حال ما إذا صليت بنجاسة المذي جهلا, أو نسيانا, فلا إعادة عليك بناء على ما رجحه بعض أهل العلم, وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 6115.
وللتعرف على صفات المذي والمني راجع الفتوى رقم: 56051.
والله أعلم.