الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
مما لا شك فيه أن الرضاعة تحرم ما تحرمه الولادة، كما جاءت بذلك السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 30891.
وبخصوص حالتك هذه: فالذي يظهر لنا - والله أعلم - أن هذا الرضاع لم يثبت، ولا يمكن اعتباره؛ لأنه في إطار المشكوك فيه، فلا تحرم عليك هذه المرأة بسببه، ولكن يستحب لك التنزه، وفراقها.
جاء في شرح الخرشي المالكي عند قول خليل: وَنُدِبَ التَّنَزُّهُ مُطْلَقًا): يَعْنِي أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ التَّنَزُّهُ فِي كُلِّ شَهَادَةٍ لَا تُوجِبُ فِرَاقًا، بِأَنْ كَانَتْ شَهَادَةَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ سَوَاءٌ كَانَتْ أُمَّ أَحَدِهِمَا، أَوْ أَجْنَبِيَّةً، أَوْ كَانَتْ شَهَادَةَ رَجُلٍ وَحْدَهُ وَلَوْ كَانَ عَدْلًا، أَوْ كَانَتْ شَهَادَةَ امْرَأَتَيْنِ وَلَمْ يَكُنْ فُشُوٌّ قَبْلَ الْعَقْدِ، وَمَعْنَى التَّنَزُّهِ بِأَنْ لَا يَتَزَوَّجَهَا إنْ لَمْ تَكُنْ زَوْجَةً، أَوْ يُطَلِّقَهَا إنْ كَانَتْ زَوْجَةً. اهـ.
وبناء على ذلك، فإذا تنزهت، وفارقتها، كان ذلك من الورع، والاحتياط في أمر الدين، عملًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه أحمد، والترمذي، والنسائي.
وهذا الاحتياط مستحب، ولا يجب، وإن أبقيتها في عصمتك، فذلك لك.
والله أعلم.