الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الاسترقاء نوع من التداوي، وجميع الأسباب التي يفعلها المريض بقصد رفع المرض هي من التداوي.
فقد جاء تعريف التداوي في معجم لغة الفقهاء: استعمال ما يكون به شفاء المرض بإذن الله تعالى من عقار، أو رقية، أو علاج طبيعي .اهـ.
فمن التمس الرقية لدائه، فلا يعد تاركا للتداوي.
وبالنسبة لقولك: (الذهاب لشخص لديه كرامة شفاء البرص بإذن الله ) فإن مثل هذه الدعاوى من زعم القدرة على الشفاء البرص بكرامة، تصدر كثيرا من أهل الشعوذة والدجل، فينبغي الحذر والتأني في العلاج عند مدعيها. وراجع في التفريق بين المعالج بالقرآن، وبين المشعوذ الفتوى رقم: 6347.
وأما بخصوص السؤال الثاني، والثالث: فقد جاء في حديث عمران بن حصين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب»، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: «هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون» . أخرجه مسلم.
ومن فعل الأمور المذكورة في الحديث جهلا بحمكها، أو عالما بها، ثم تركها لله عز وجل، فإنه يرجى أن يشمله - إن شاء الله - الفضل الوارد في هذا الحديث، كما سبق في الفتوى رقم: 132068 . مع التنبيه على أن الاسترقاء، والاكتواء ليسا ممنوعين بإطلاق.
وأما السؤال الرابع: فإن فضيلة الصبر لا تنافي التداوي من كل وجه، وإن كان تارك التداوي أعظم صبرا من المتداوي، وقد اختلف العلماء هل التداوي أفضل أم تركه؛ وانظر أقوالهم في الفتوى رقم: 250723.
والله أعلم.