الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على سلوكك درب الاستقامة، واجتنابك طرق الغواية والضلال، فجزاك الله خيرا، ونسأله تعالى لك الثبات، وأن يزيدك هدى وتقى وصلاحا، ونرجو أن يكون فيما حدث لك مع هذا الشاب درسا لكل من تريد السلامة لدينها ودنياها، فالشيطان عدو الإنسان يعمل على ما فيه هلاكه بكل جد واجتهاد، قال تعالى: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {الأعراف17ـ 16}.
ونوصيك بالالتجاء إلى الله عز وجل بأن يقيك شر هذا الرجل، ومن المناسب من الأدعية في هذا المقام ما رواه أبو داود في السنن عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.
وينبغي أن ترسلي النصح لهذا الشاب، وأن تذكريه بالله تعالى وأليم عقابه، عسى أن يستبين النصح فينتفع به ويزدجر، فإن لم يفعل فهدديه بإخبار من يمكنه زجره، وإذا تقدم لك خاطب من ذوي الدين والخلق فبادري إلى الموافقة على الزواج، ولا تلتفتي إلى تهديد هذا الشاب، ولو قدر أن اطلع الخاطب أو غيره على هذه الصور فاستخدمي التورية، فتنفين مثلا أي علاقة لك بهذا الشاب، أو أنك أعطيته هذه الصور، تعنين بذلك بعد التوبة، ففي المعاريض مندوحة عن الكذب، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 93348.
والله أعلم.