الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 172827، أن غسل الجمعة لا ينوب عن الوضوء ولا يجزئ عنه، لأنه ليس بغسل واجب ومادام كذلك، فإنه لا يرفع الحدث.
وقد نهى الله ورسوله عن لمس المصحف للمحدث، فقال سبحانه: لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ {الواقعة:79}.
وقال عليه الصلاة والسلام: لا يمس القرآن إلا طاهر. رواه الطبراني، وصححه الألباني.
وبهذا استدل جمهور العلماء من المذاهب الأربعة وغيرهم على عدم جواز لمس المصحف للمحدث، فلا يجوز لك ـ إذن ـ لمس المصحف إذا لم تتوضأ بعد غسل الجمعة أو قبله أو في أثنائه، فمن اغتسل غسلاً مسنوناً أو مباحاً لا يجزئه غسله ذاك عن الوضوء حتى يأتي بالوضوء الشرعي مستوفياً فرائضه وشروطه، لكن يجوز لك أن تقرأ القرآن وأنت غير متوضئ دون أن تلمس المصحف بأن تقرأه من حفظك أو من المصحف دون لمس له، وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 45150، 128241، 55895.
والله أعلم.