الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالله سبحانه وتعالى عدل رحيم لا يؤاخذ العبد بجريرة غيره، ولا يحاسبه بخطإ لم يرتكبه، ولو كان من قام به أقرب المقربين إليه كأبيه أو ابنه، وهذا أمر معلوم ومسلم به في الشريعة الإسلامية، وفي غيرها من الشرائع السابقة، قال تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الإسراء:15}.
وقال سبحانه: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر:38}.
وقال جل من قائل: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {النجم:36ـ 38}.
ولذا، فإن دعاء شخص على شخص آخر لأن أباه ظلمه يعد من التعدي والظلم في الدعاء، وهو غير مشروع ولا يستجاب لصاحبه، كما بينا في الفتاوى التالية أرقامها: 11571، 72013، 20322، 98841.
وبمثل هذا نجيب على سؤالك الثاني، لأن من شروط إجابة الدعاء ـ كما قدمنا في الفتاوى المحال عليها ـ أن لا يتضمن إثما ولا قطيعة رحم.
والله أعلم.