الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت قد سامحت من آذاك خجلا, ولم تسامحه عن طيب نفس منك, فإن المسامحة لم تحصل, فقد نص أهل العلم على أن الحق المالي المأخوذ حياء كالمأخوذ غصبا, وذلك لا يبيحه لمن أعطي له.
لكن من الأفضل في حقك العفوعمن أساء إليك أو ظلمك طلبا لمثوبة الله وعفوه عنك في الآخرة، فإن من عفا، عفا الله عنه، ومن سامح، سامحه الله، والجزاء من جنس العمل، قال الله تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى : 43}. وقال: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ { آل عمران:134}. وقال تعالى: إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا {النساء:149}.
ويجوز لك الانتصار والأخذ بحقك ممن ظلمك, وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 255238.
والله أعلم.