الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في ضلال هذا الخبيث، ومعاداته لكبار الصحابة، وأمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهم ـ وقذفه لعائشة الصديقة بما برأها الله منه! وهذا لا يقتصر حاله على الابتداع والانحراف المبين، بل يتعداه إلى نقض عرى الدين، والطعن في القرآن الكريم! وراجع الفتوى رقم: 236107.
وأما خالتك: فهي على خطر عظيم بمتابعة أهل الضلال والافتراء، وهي بحاجة لمن يبين لها الحق، ويزيح عنها الباطل، ويفند لها ما اشتبه عليها بسبب هؤلاء المفترين.
وأما هجرها: فإن حكمه يدور مع المصلحة الشرعية في معاملتها، فإن كان يزجرها عن هذا الضلال، ويحملها على الرجوع للحق، كان مشروعًا ومطلوبًا، وأما إن كان يزيدها رغبة وإصرارًا على ما هي فيه، فلا يشرع، ولا سيما إن كان لمناصحتها أثر في بيان الحق لها، وراجع الفتوى رقم: 139553.
وإننا لنوصي الأخ السائل بالترفق بخالته، والاجتهاد في استنقاذها من هذه الضلالة، ومراعاة أن الشبهات التي تلقى على عامة الناس ينبغي أن تواجه بالعلم والحكمة، والنصح والشفقة، فإن لأهل الضلال طرقاً ملتوية، وأساليب خادعة، يقلبون بها الحقائق، ويلبِّسون بها على الناس، ويروجون بها الحماقات، فلا بد من تقدير الأمر قدره! فإن لم يكن عندك من العلم والدراية بشبهات هؤلاء القوم فاستعن بالله، واطلب هذا العلم، أو استعن بأهل العلم العارفين، وكتبهم، وتسجيلاتهم المتخصصة في بيان حال هؤلاء الضلال وشبهاتهم.
والله أعلم.