الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت دراستك للطب تشتمل على أمور محرمة أو يترتب عليها ضرر حقيقي بالوالد، فلا تجوز حينئذ، وأما إن كانت الدراسة مباحة ولا ضرر فيها على الوالد، فلا حق له في منعك منها ولا تكونين عاقة بمخالفته فيها، قال الهيتمي رحمه الله: إذَا ثَبَتَ رُشْدُ الْوَلَدِ الذي هو صَلَاحُ الدِّينِ وَالْمَالِ مَعًا لم يَكُنْ لِلْأَبِ مَنْعِهِ من السَّعْيِ فِيمَا يَنْفَعُهُ دِينًا أو دُنْيَا.
لكن إن كان يتأذى بها أذى كبيراً فإنه يجب عليك تركها، قال الهيتمي رحمه الله: وَقَضِيَّةُ هذا أَنَّهُ حَيْثُ وُجِدَ ذلك التَّأَذِّي وَلَوْ من طَلَبِهِ لِلْعِلْمِ أو زُهْدِهِ أو غَيْرِ ذلك من الْقُرَبِ لَزِمَهُ إجَابَتُهُ، قُلْت: هذه الْقَضِيَّةُ مُقَيَّدَةٌ بِمَا ذَكَرْته إنَّ شَرْط ذلك التَّأَذِّي أَنْ لَا يَصْدُرَ عن مُجَرَّدِ الْحُمْقِ وَنَحْوِهِ كما تَقَرَّرَ.
وانظري لبيان ضابط العقوق الفتوى رقم: 76303.
والذي ننصحك به هو أن تناقشي أباك بهدوء حتى تتوصلا إلى ما هو الأنسب في حقك، وأن تتعرفي على وجهة نظره وتستوعبيها فربما كانت وجهة نظره لما له من الخبرة أقرب إلى الصواب، وإلا فحاولي أن تقنعيه برأيك وتبيني له غرضك من تلك الدراسة.
والله أعلم.