الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمدرسة الظاهرية منهج فقهي قام على الأخذ بظواهر النصوص الشرعية ، وإجماع الصحابة ، وطرح ما عدا ذلك..
وقد أسس هذه المدرسة داود بن علي الأصبهاني الظاهري المتوفى 270 هـ ، وجددها بعده أبو محمد بن حزم الأندلسي المتوفى 456 هـ
وانظر الفتوى رقم: 58853 لمعرفة المزيد عن المدرسة الظاهرية .
أما عن العلامة ابن حزم الأندلسي فقد تُرْجِم له في كثير من كتب التراجم ،
يقول عنه الزركلي في الأعلام : علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، أبو محمد: عالم الأندلس في عصره، وأحد أئمة الإسلام. كان في الأندلس خلق كثير ينتسبون إلى مذهبه، يقال لهم " الحزْمية ". ولد بقرطبة. وكانت له ولأبيه من قبله رياسة الوزارة وتدبير المملكة، فزهد بها وانصرف إلى العلم والتأليف، فكان من صدور الباحثين فقيها حافظا يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة، بعيدا عن المصانعة. وانتقد كثيرا من العلماء والفقهاء، فتمالؤوا على بغضه، وأجمعوا على تضليله وحذروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامهم عن الدنو منه، فأقصته الملوك وطاردته، فرحل الى بادية ليلة (من بلاد الأندلس) فتوفي فيها. رووا عن ابنه الفضل أنه اجتمع عنده بخطه أبيه من تآليفه نحو 400 مجلد، تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة. وكان يقال: لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان. اهـ
ثم عدد بعضا من مصنفاته الكثيرة ..
ولمعرفة مكانته العلمية وأقوال العلماء فيه وما وجه إليه من نقد، راجع الفتوى رقم: 58463.
و بالنسبة للأخذ بأقواله وفتاويه فذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة لا عملاً ولا فتوى ولا قضاء، حتى قال صاحب المراقي:
والمجمع اليوم عليه الأربعة وقَفْوُ غيرها الجميعُ منعه
لكن هذا مرجوح كما أشرنا في الفتوى رقم: 31408.
وقد بينا في الفتوى رقم: 152921 أن المذهب الظاهري يعتبر من مذاهب أهل السنة ولا مانع من تقليده - على القول الراجح - في بعض الأمور بشرط تحقيق مذهبهم في المسألة المراد تقليدهم فيها، كما أنه - كغيره من المذاهب - لا يجوز تقليده تتبعا للرخص .
وبالنسبة للسؤال الأخير فقد سبقت الإشارة في الفتوى رقم: 244183 إلى أن الشيخ الألباني لا ينتمي للمذهب الظاهري, لكنه عرف بشدة تمسكه بالكتاب والسنة, واستنباط الأحكام منهما, والرجوع إليهما عند الاختلاف .
كما أنه انفرد بمسائل ناقشه فيها أهل العلم وبينوا مخالفته للصواب فيها، فما تبين أنه خلاف الإجماع من أقوال الشيخ ـ رحمه الله ـ فإنه من الأقوال الشاذة التي لا يتابع عليها، شأنه في ذلك شأن غيره من أهل العلم.
والله أعلم.