الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله أن يتقبل منك وينفع بجهودك ، ونشكر لك حرصك على عدم الخلاف ، وأما عن الفتوى فنوصيك بالحرص على الفتوى بما هو أرجح في المسائل التي تفتي بها حسب الدليل من دون تقليد ولا تعصب لمذهب معين إن كان قوله مرجوحا. فقد قال ابن القيم رحمه الله:
ليحذر المفتي الذي يخاف مقامه بين يدي الله سبحانه أن يفتي السائل بمذهبه الذي يقلده، وهو يعلم أن مذهب غيره في تلك المسألة أرجح من مذهبه وأصح دليلا ... وكثيرا ما ترد المسألة نعتقد فيها خلاف المذهب فلا يسعنا أن نفتي بخلاف ما نعتقده، فنحكي المذهب الراجح ونرجحه، ونقول هذا هو الصواب، وهو أولى أن يؤخذ به. انتهى
وقال الإمام النووي رحمه الله: ليس للمفتي والعامل في مسألة القولين أن يعمل بما شاء منهما بغير نظر، بل عليه العمل بأرجحهما. اهـ.
وننصحك أن تتدارس بعض الكتب العلمية مع هذا الإمام، وتبين له أهمية التعاون والاتفاق في المنهج وفي الفتوى مع الارتباط بالتأصيل والدليل ، وتبين له خطر الخلاف بين القائمين على المسجد.
والله أعلم.