الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتردد السائل في الحكم بالوفاة على الميت دماغيا، له فيه ما يبرره، فقد اختلف أهل العلم المعاصرون في ذلك، فإن كانت الجهة المسئولة وأطباء البلد الذي أنت فيه مجمعون على اعتباره وفاة، فلا نرى عليك من حرج في مشاركتهم في زراعة أعضاء الموتى موتا دماغيا، فقد ذهب إلى ذلك طائفة من علماء المسلمين، وبرأي هؤلاء أخذ مجمع الفقه الإسلامي حيث قرر اعتباره وفاة شرعية، بشرط تعطل جميع وظائف الدماغ تعطلاً نهائياً، وأن يحكم الأطباء المختصون بأن هذا العطل لا رجعة فيه، ويأخذ دماغه في التحلل، وراجع الفتوى رقم: 19923.
وأما من توقف قلبه وتنفسه تماما، فهذا ميت موتا حقيقيا، ولا داعي للشك أو الوسوسة في حصول وفاته، ولا سيما والمجمع الطبي عندكم يأخذ بخطوات يجب اتباعها لإمكان الحكم بالوفاة.
ثم إننا نلفت نظر السائل إلى أن الوسوسة مكيدة من مكايد الشيطان، يتوسل بها إلى الإضرار بالمسلم في دينه ودنياه، فأعرض عنها ولا تلتف إليها، واستعذ بالله من شرها، واستعن بالله واحرص على ما ينفعك.
والله أعلم.