الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم ـ هداك الله ـ أنه لا سعادة للعبد في دنياه وآخرته إلا بالإقبال على الله تعالى وفعل ما يأمر به وترك ما ينهى عنه ومن ثم، فنحن ننصحك بالاستقامة على شرع الله تعالى فعلا للمأمور وتركا للمحظور، واعلم أنك إن جاهدت نفسك بصدق وإخلاص صرف الله عنك كيد الشيطان، وأعانك على نفسك الأمارة بالسوء، وأقبل بقلبك عليه سبحانه، فجاهد نفسك صادقا في ترك هذه المعاصي والاستقامة على شرع الله تعالى وسيهديك الله سبيله كما وعد بذلك في قوله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
وإياك وسوء الظن بالله تعالى وأن يسول لك الشيطان ما يلقيه في قلبك من خواطر السوء من أن مصيرك هو النار ونحو ذلك، بل أحسن ظنك بربك، وعلق قلبك به، واعلم أن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، واستحضر عظم عذاب الله تعالى وشدة هوله وأنه لا صبر لأحد عليه ولا طاقة لأحد به، نسأل الله أن يقينا عذابه يوم يبعث عباده، وأكثر الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، واستحضر قبح هذه الذنوب وأنها مدعاة لغضب الله سبحانه، وهو سبحانه إذا غضب لم تقم لغضبه السماوات والأرض، وبخاصة ترك الصلاة فإنه من أعظم الذنوب وأكبر الموبقات، بل قد عده بعض العلماء كفرا مخرجا عن الملة ـ والعياذ بالله ـ وحاول أن توجد لنفسك صحبة طيبة من أهل الخير والشباب الصالحين الذين تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى، ودع مصاحبة الأشرار ورفقاء السوء، فإن صحبتهم من أعظم ما يضر في الدين والدنيا، واستهد الله تعالى يهدك، الجأ إليه واجتهد في دعائه، فإنه لا يخيب من توكل عليه وصدق في اللجأ إليه، نسأل الله أن يهدينا وإياك صراطه المستقيم.
والله أعلم.