الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العين حق كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تدفع بالتعويذات والرقية الشرعية والوسائل التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم في صحيحه: أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: نعم، قال: باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك.
ومنها المعوذتان، ومنها اغتسال العائن ثم صبه على المصاب بالعين، ومنها قول العائن: ما شاء الله لا قوة إلا بالله ودعاؤه بالبركة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم من نفسه وأخيه ما يعجبه فليدع بالبركة، فإن العين حق. رواه الحاكم وأبو يعلى في مسنده.
وفي مسند أحمد عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف: علام يقتل أحدكم أخاه! هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت. وصححه الأرناؤوط.
وقال ابن مفلح في الآداب بعد هذا الحديث: فمن خاف أن يضر غيره فليقل ذلك، وكان عروة إذا رأى شيئا يعجبه قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله. انتهى.
وأما عن الإثم: فإن كنت أصبته بالعين فعلا فأنت آثمة وتلزمك التوبة من ذلك، واختلف فيمن علمت منه العين إذا أصاب بعينه شخصا متعمدا فقتله، فذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يضمنه ولا كفارة في هذا ولا دية، لأن العين لا تقتل غالبا وقيل يضمنه ويلزم القصاص أو الدية، وقد ثبت في ضرر العين وخطرها ما في الحلية لأبي نُعيم عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين تُدخل الرجل القبر، وتُدخل الجمل القدر. وإسناد الحديث حسن، كما ذكره الألباني في صحيح الجامع.
وفي مسند الطيالسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 24373، 48731، 71554.
والله أعلم.