الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسلام لا يقلل بحال أهمية الرسالة، والمسافة المذكورة أكثر من مسافة القصر، ولا عبرة بالزمن الذي تستغرقه المسافة، وانظر الفتويين رقم: 3301، ورقم: 178.
وكذلك لا عبرة بغياب المشقة، كما بينا في الفتوى رقم: 3810.
والقصر سنة والأفضل فعله، كما بينا في الفتوى رقم: 94488.
وبالتالي، فإن لم تقصر صحت الصلاة، ولكن خالفت الأولى، وعليه لا حرج أن تقصر البعض، وتتم البعض طالما كنت في السفر الذي يشرع لك فيه القصر، وننبهك إلى أن لك الترخص برخص السفر إلى وصولك، وبعده ليس لك الترخص برخص السفر، كما بينا في الفتويين رقم: 5432، ورقم: 107099.
وذلك لأنك تمكث مدة أكثر من مدة الترخص، والأولى بكم أن تُصلوا في المسجد، ومع هذا فمذهب الجمهور ـ وهو المفتى به عندنا ـ أن الجماعة لا يجب فعلها في المسجد، بل يسقط وجوبها بفعلها في أي مكان، كما أوضحناه في الفتوى رقم: 128394.
ومع هذا، فأنتم تفوتون على أنفسكم فضلا عظيما هو فضل شهود الصلاة في المساجد، وهو فضل عظيم، كما بينا في الفتويين رقم: 150541، ورقم: 151661.
والأصل أن تصلوا الصلاة في وقتها، وقد بينا حكم الجمع بين الصلاتين لغير المسافر في الفتوى رقم: 23479، وتوابعها.
ولا حرج للحاجة أن تُحددوا وقتاً لإقامة الصلاة، كما بينا في الفتوى رقم: 78922، وتوابعها.
والله أعلم.