الحب الذي يصل بصاحبه إلى درجة التعلق والعشق أمر منكر

13-7-2014 | إسلام ويب

السؤال:
أنا أحب صديقي حبا هستيريا جدا. أي أنه إذا تركني تصبح عندي أمراض جسدية ونفسية، لا يعلم بها إلا الله، فهو كل ما أملك، وهو عائلتي. هو يثق بي ثقة عمياء، وأنا عندي مشكلة نفسية بأنني كثير سوء الظن بالناس، وصديقي يتضايق منها كثيرا، ويقول لي إنني أثق بك، فلماذا تسيء الظن بي، ويحاول هو أحيانا تركي؛ لأنه لم يعد يتحمل أنني أسيء الظن به. ونحن أغلب الأحيان نتحدث على الدردشة بالكلمات، وبالتالي إذا تركني فسأموت، فلذلك في كل مرة كان يحاول تركي كنت أكذب عليه، وأقول له إنه ثمة أحد مجهول لا أعرفه قد اخترق الدردشة، وهو من يبعث لك بالرسائل، وهو يحاول التفريق بيننا. أستغفر الله، لقد كنت أفعل ذلك دون وعي لفترة طويلة جدا، وفي كل مرة يحاول تركي أكذب عليه بهذه الكذبة. أنا أعلم أنني إن أخبرته الحقيقة، فسيصبح عنده انهيار عصبي، وسينعزل عن الناس، ولن يثق بأحد إطلاقا، أنا أعرفه ولا أريد أن أؤذيه أكثر من ذلك. وأحيانا أفكر أنا في تركه حتى لا أؤذيه، ولا أؤذي نفسي أكثر من ذلك، لكنني لا أستطيع، تعلق قلبي به كثيرا. هل لي من توبة؟ كيف أتوب في هذه الحالة؟ أسمع عن رد المظالم، لكنني لا أعرف ما الفتوى؟
أرجوكم ساعدوني. أنا نادم كثيرا، وأعلم أنه لا شيء يستحق أن أغضب الله تعالى. أستغفر الله.

الإجابــة:

 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالحب الذي يصل بصاحبه إلى درجة التعلق والعشق أمر منكر، بل وقد يصل إلى درجة الشرك - أعاذنا الله وإياك منه - كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 18165 والفتوى رقم: 9360. وقد بينا في هذه الأخيرة كيفية علاج العشق. وهي وإن كانت في العشق بين الرجل والمرأة إلا أن فيها بعض التوجيهات التي تصلح للعشق بين الرجل والرجل، أو بين المرأة والمرأة.

 والكذب محرم في الأصل، ويجوز فعله للمصلحة الراجحة. وما أنت فيه ليس مما يترخص فيه بالكذب، لأنك إنما تستعين بذلك على مفسدة لا على مصلحة، والمفسدة هي أن تبقي هذه العلاقة الآثمة بينك وبين صديقك. فالواجب عليك التوبة من الكذب وقطع هذه العلاقة معه.

ولا يلزمك إخباره بأنك قد كذبت عليه، بل يكفي أن تدعو الله له بخير، وانظر الفتوى رقم: 144819.

والله أعلم.

www.islamweb.net