الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما فعلته من كتم العيب في السيارة من الغش الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غش فليس مني.
وإذا كتم البائع العيب في السلعة، واستعمل الكذب في ترويج سلعته محق الله تعالى بركة بيعه، وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محيت بركة بيعهما.
وما فعلته أيها السائل فيه محذوران: الغش والكذب.
أما الغش فلا بد أن تبرئ ذمتك منه بالبحث عن المشتري الذي اشترى منك السيارة، وتبين له الأمر، ولا تستحق إلا قيمتها مع العيب فتقدر قيمتها مع العيب، وترد له الزائد، وتطلب منه العفو والمسامحة، وأما كونك لا تعرف مكانه ولا رقم هاتفه فبإمكانك أن تعرف ذلك عن طريق إدارة المرور من خلال رقم سيارتك التي بعتها له.
وأما الكذب فعليك أن تستغفر وتتوب إلى الله تعالى، والله تعالى يقبل توبة التائبين إنه جواد كريم.
والله أعلم.