الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
نسأل الله تعلى أن يصرف عنك مكايد الشيطان ووساوسه.
واعلم أنك لو طبقت ما ينصح به الموسوس من الإعراض التام عن كل الهواجس، والوساوس الشيطانية لما استطاع الشيطان أن يؤثر عليك مرة أخرى، ويجعلك تشك في صومك، فأعرض مجددًا عن كل وسواس يطرأ عليك، واعلم أن هذا هو حكمك الشرعي الذي تؤجر عليه؛ لأن اتباع الوساوس فيه طاعة للشيطان، والله عز وجل يحذرنا من طاعة الشيطان، ويخبرنا بأنه عدو لنا، حيث يقول: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}، فهل يرضى الإنسان العاقل أن يطيع عدوه الذى يريد أن يورده المهالك، وأي مهالك إنها جهنم وبئس المصير؟.
فداوم- أخي- على الدعاء وعلى طرد كل الهواجس، والالتفات عن كل الوساوس، وبذلك يذهب عنك الوسواس تدريجيًا -إن شاء الله-.
وبخصوص مسألتك هنا فإننا نبشرك أن الصوم لا يفسده - على الراجح - خروج المني بالتفكر، أو النظر، أو ما شابه، إنما يفسده خروج المني بالمباشرة.
وعليه، فحتى لو تيقنت نزول المني منك، فإن صومك صحيح ما دام لم ينزل منك بمباشرة من مداعبة، وتقبيل، ونحو ذلك، كما سبقت الإشارة إليه في الفتاوى ذات الأرقام: 78407 - 56240 - 30328
وراجع بشأن علاج الوسواس الفتويين: 51601 - 3086.
والله أعلم.