الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا بالفتوى رقم: 137864 تصحيح الحاكم والألباني للحديث، وإيراد المنذري في الترغيب له، وممن صحح الحديث العلامة أحمد شاكر في تحقيق المسند، والشيخ شعيب الأرناؤوط ومساعدوه في تخريج مسند الإمام أحمد، وقال الهيثمي: رجالهما رجال الصحيح، ومن أهل العلم من أشار إلى أن الأصح أنه من قول كعب؛ قال ابن رجب في جامعه: "وقد روي هذا عن كعب من قوله، وقيل: إنه أصح من المرفوع".
وأما معنى العبارة؛ فقال المناوي في فيض القدير: (ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه): يحتمل أن المراد به قصدية الإنشاء أو الإخبار أو قالها لا من جهة نعمة تجددت أو نقمة اندفعت، قال ماجد الحموي (محقق الكتاب): أي لان لا يقع غالبا إلا بعد سبب كأكل أو شرب أو حدوث نعمة فكأنه وقع في مقابلة ما أسدي إليه فلما حمد لا في مقابلة شيء زاد في الثواب، وقال الصنعاني في التنوير: أي من دون أن يبعثه عليها باعث أو يرشده إليها مرشد، وقال السندي في حاشية المسند: أي: غير حاك عن غيره أو غير قارىء القرآن، فإنه حكاية لقوله تعالى.
والله أعلم.