الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من اختيار المرأة ذات المال، لكن ينبغي أن يكون الدين هو المعول عليه في الاختيار؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. متفق عليه.
قال النووي - رحمه الله -: الصحيح في معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة، فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدين، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين؛ لأنه أمر بذلك.
وقال المباركفوري -رحمه الله-: قال القاضي -رحمه الله-: من عادة الناس أن يرغبوا في النساء، ويختاروها لإحدى الخصال، واللائق بذوي المروءات، وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون، لا سيما فيما يدوم أمره، ويعظم خطره. انتهى.
وإذا كان ابن عمك قد تقدم لخطبة هذه الفتاة، وقبلت به، فلا يجوز لك أن تتقدم لخطبتها؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح، أو يترك. متفق عليه.
أما إذا لم تقبل خطبته، أو فسختها فلا حرج عليك في خطبتها، وانظر الفتوى رقم: 65032.
وبخصوص الصور التي نشرتها الفتاة على صفحتها، فلا يكون الإنكار عليها بمكالمتها، ولكن عن طريق بعض محارمك من النساء، أو بعض محارمها من الرجال، ولتحذر من استدراج الشيطان، واتباع خطواته.
والله أعلم.