الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبهك إلى أن التعارف بين الرجال والنساء الأجنبيات في أماكن العمل أو غيرها باب فتنة وذريعة فساد وشر، وانظري الفتوى رقم: 1769 ، لكن يجوز للمرأة عرض نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها بضوابط وآداب بيناها في الفتوى رقم: 108281 ، ويجوز لها الدعاء بالزواج من رجل بعينه، ويجوز التوسل بالأعمال الصالحة، وراجعي الفتوى رقم: 259351 ، لكن الأولى الدعاء بالزواج من رجل صالح دون تعيين، فإنّ ما فيه الخير يعلمه الله، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [البقرة: 216].
وينبغي الحذر من استعجال نتيجة الدعاء وترك الدعاء يأسا من الإجابة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي. متفق عليه، واعلمي أنّ إجابة الدعاء لا تكون بالضرورة بتحققّ المطلوب، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلاَّ أعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاث: إِمَّا أنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أنْ يَصْرِف عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: اللَّهُ أكْثَرُ. رواه أحمد، وراجعي الفتوى رقم: 124547 .
والله أعلم.