الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يفرج همك وينفس كربك ويرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة التي تقر بها عينك، فالزواج من الرزق، والأرزاق بيد الله تعالى، فنوصيك بالاستمرار في الدعاء والتضرع إليه سبحانه، وسيأتيك ما كتب لك، فلا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، وكلما روعيت في الدعاء آدابه وشروطه، كان أرجى للإجابة. وانظري هذه الشروط والآداب في الفتوى رقم: 119608.
وليس لولي المرأة الحق في المنع من تزويجها من الكفء، إلا إذا كان له مسوغ شرعي، قال الشيخ ابن باز: الواجب على الأولياء تزويج مولياتهم إذا خطبهن الأكفاء لقول الله سبحانه: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ، ولما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» خرجه الإمام الترمذي وغيره. اهـ.
ولا ينبغي اليأس من محاولة إقناع وليك بالموافقة على زواجك من هذا الرجل، فإن أصر على الرفض فهو عاضل لك، فارفعي أمرك إلى القاضي الشرعي، ليأمره بتزويجك أو يأمر الولي الأبعد بتزويجك، أو يوكل من يزوجك، فهو الذي بإمكانه أن يزيل عنك الضرر، وليس في هذا شكاية لأهلك، أو عقوق للوالدين، فغاية ما فيه أنك تبتغين رفع الضرر عن نفسك، فإن أبيت هذا السبيل فما عليك إلا الصبر، وشغل نفسك بما ينفعك من أمر دينك ودنياك، واحرصي على اجتناب مثيرات الشهوة، والعمل بما يضادها، وقد ذكرنا جملة منها في الفتوى رقم: 103381 ، واحرصي على البر بأبيك مهما أساء إليك، فإساءته لا تسقط بره.
وأما تمني الموت فمنهي عنه إلا لغرض صحيح، كخوف الفتنة في الدين ونحو ذلك، كما بينا في الفتوى رقم: 128697 ، والفتوى رقم: 42415.
وننبه إلى أنه إذا كان الوالدان فقيرين فنفقتهما واجبة على ولدهما: الرجال والنساء على حد سواء، وراجعي الفتوى رقم: 28372 ، والفتوى رقم: 134884.
والله أعلم.