الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعينك، وييسر أمورك، ويجزيك خيرا على عدم نسيانك لجميل أهلك عموما، وأمك على وجه الخصوص. ثم إنك لم توضح أي البنوك تقصد هل البنوك الإسلامية أم الربوية، فإن كنت تقصد الأولى، فذلك جائز، كما سبقت الإشارة في الفتوى رقم: 8114.
أما البنوك الربوية: فإن الإيداع فيها بهدف الاستثمار لا يجوز، لأن استثمار البنك الربوي ربا محض لا يخرج عن ذلك، فكل استثماره هو بالإقراض بالفائدة، وكذلك لا يجوز الإيداع فيه لحفظ المال، لأنه سيستعين به على ما يمارسه من عمل محرم، فيكون واضعه معينا له على ذلك، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.
وقد استثنى العلماء من ذلك حالة الضرورة القصوى لحفظ المال أو تحويله إذا لم توجد جهة إسلامية تقوم بذلك، وانظر الفتويين رقم: 518، ورقم: 1120.
وانظر كذلك الفتوى رقم: 1420، لمعرفة حد الضرورة المشار إليها.
وعليه، فإن وجدت بنكا إسلاميا تضع فيه ما تريد فلك ذلك، واحرص على أن تعمل معهم عقد مضاربة، تقوم بموجبه بدفع مبلغ من المال إلى البنك، على أن يقوم البنك باستثمار ذلك المال، في مقابل حصولك على نسبة ـ من الربح ـ إن حصل، تتفقان عليها سلفاً، وإن لم تجد إلا بنكا ربويا فاحذر من وضع المال فيه، وتذكر أن المتعامل بالربا ملعون ومتوعد بالحرب من الله ورسوله، قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ {البقرة: 278ـ 279}.
وقال عليه الصلاة والسلام: لعن الله آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه. رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني.
والله أعلم.