الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا توجد مدة زمنية بعد الأذان يجب انتظارها حتى تصلى الظهر، بل بمجرد دخول وقت الأذان يجوز أن تصلي، وهكذا في عموم الصلوات طالما كان المؤذن يؤذن في الوقت الصحيح، بل إن أداء الصلاة في أول وقتها أفضل في الجملة؛ لما ورد في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال الحافظ في الفتح: قال ابن بطال: فيه أن البدار إلى الصلاة في أول وقتها أفضل من التراخي فيه. انتهى.
لكن قد يشرع تأخير صلاة الظهر استحبابا لا وجوبا، وهذا عند شدة الحر كما سبق في الفتوى رقم: 209101 .
وأما الأوقات التي ينهى عن الصلاة فيها، فقد سبق الكلام عليها في الفتويين: 44206 - 7392 ، وليس منها أي وقت يتعلق بالمنع من الصلاة عقب الأذان، وإنما ينهى عن الصلاة عند قيام قائم الظهيرة؛ أي: نِصْف النَّهَار, وَسُمِّيَ قَائِمًا لِأَنَّ الظِّلّ لَا يَظْهَر حِينَئِذٍ فَكَأَنَّهُ وَاقِف، وهذا يكون عندما تكون الشمس في وسط السماء، فإذا زالت عنه، دخل وقت صلاة الظهر، وبهذا يتضح أن وقت النهي قبل الظهر لا بعده، علما بأن النهي عن الصلاة في تلك الأوقات لا يشمل الفرائض، وانظر الفتوى رقم: 137915 .
والله أعلم.