الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزم أن يكون ما يحصل بينك وبين زوجك من المشاكل عقوبة على ما وقعتما فيه من المحرمات قبل الزواج، لكن على العموم، فإنّ الذنوب سبب المصائب، كما قيل: لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، قال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب.
وقال ابن الجوزي: قال الفضيل بن عياض: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي.
واعلم أن التوبة تمحو أثر الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولا ريب في كون ما تفعله الزوجة من استرجاع ذكريات الأفعال المحرمة والتلذذ بذلك ينافي صدق توبتها، فإنّ من صدق التوبة عدم التفات القلب إلى الذنب، قال ابن القيم رحمه الله: وَمِنَ اتِّهَامِ التَّوْبَةِ أَيْضًا: ضَعْفُ الْعَزِيمَةِ، وَالْتِفَاتُ الْقَلْبِ إِلَى الذَّنْبِ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، وَتَذَكُّرُ حَلَاوَةِ مُوَاقَعَتِهِ.
فاحرص أنت وزوجك على تجديد التوبة إلى الله من كل الذنوب والمحافظة على الفرائض واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، وتعاون معها على الطاعات وأكثرا من الذكر والدعاء، فإن الله قريب مجيب.
والله أعلم.