الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العلاقة بين الإخوان والأصدقاء ينبغي أن يسودها الحب والبعد عن الأذى والتحاسد والاتهام بالسوء.... ولكن إذا حصل أن نزغ الشيطان بين الإخوان فحصل تعد على النفس أو العرض فيجب على المتعدي أن يتوب إلى الله من ذلك بأن يندم على ما مضى منه ويقلع عنه ويعزم عزما أكيدا على عدم العود إليه، وأن يتحلل من أخيه المعتدى عليه إن أمكن ذلك ولم يؤد إلى مفسدة أعظم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ ولا دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْه. رواه البخاري.
وإذا كان طلب السماح من صاحب الحق يؤدي إلى زيادة البغضاء والشقاق، فعلى المرء حينئذ طلب السماح من أخيه في الجملة، ولا يذكره بما سبق، لئلا يوغر ذلك صدره ويؤدي إلى فساد أكبر، وننصح بكثرة الإحسان إلى الأخ المظلوم حتى تستعطف قلبه ويسامحك، وقد صدق من قال:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمُ فطالما استعبد الإنسانَ إحسان.
والله أعلم.