الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن بر الوالدين وصلتهما والإحسان إليهما من الحقوق الواجبة على الأولاد، لا فرق في ذلك بين أن يكونا طائعين لله تعالى أو عاصيين له، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 56766.
ووجود الصور في بيتهما، إن كان المقصود به الصور الجائزة كصور الجمادات اتفاقا، والصور الفيتوغرافية عند من يقول بجوازها وما شابه ذلك، فلا إشكال في الأمر، وإن كان المقصود الصور الممنوعة، فإنه لا يمنع أيضا من زيارتهما ولا يسقط حقوقهما في البر والصلة، وقد ذكر بعض العلماء أنه لا يحرم الجلوس في الأماكن التي فيها صور محرمة، جاء في شرح منتهى الإرادات: وإن شاهد ستورا معلقة فيها صورة حيوان كره جلوسه ما دامت معلقة، قال في الإنصاف: والمذهب لا يحرم. انتهى.
لأنه صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة فرأى فيها صورة إبراهيم، وإسماعيل يستقسمان بالأزلام فقال: قاتلهم الله لقد علموا أنهما ما استقسما بها. رواه أبو داود.
لكن ينبغي أن تنكر عليهما الاحتفاظ بالصور المحرمة وتعليقها وتبين لهما ما ورد في ذلك من نهي عن النبي صلى الله عليه وسلم، كحديث: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة. رواه البخاري ومسلم.
وحديث علي أنه صلى الله عليه وسلم قال له: لا تدع صورة إلا طمستها. رواه مسلم.
وحديث جابر: نهى عن الصورة في البيت. رواه الترمذي وصححه.
وحديث عائشة: أنها نصبت ستراً فيه تصاوير، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزعه. رواه البخاري ومسلم.
وليكن التبيين لهما والإنكار عليهما وفق الضوابط التي بينا في الفتويين رقم: 58137، ورقم: 148125.
وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 23587، 152931، 143089، 680.
والله أعلم.