الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك إطلاق بصرك إلى الرجال بشهوة أو عند خوف ثوران الشهوة، فإن إطلاق البصر إلى الحرام من أعظم أسباب الفتنة وفساد القلوب، كما أن غض البصر من أنفع الأمور لحفظ الفرج وصلاح القلب، وراجعي في فوائده وثمراته الفتوى رقم: 78760.
واعلمي أنّ استدعاء التخيلات الجنسية والتلذذ بها غير جائز، أما إذا غلبت تلك التخيلات على النفس دون استدعاء، فلا مؤاخذة بها، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 15558.
لكن ينبغي التنبه إلى أنّ هذه الخيالات وإن كانت تغلب على النفس دون إرادة فلا ينبغي إهمالها، بل تنبغي مدافعتها حتى لا تؤدي إلى فساد وفتنة، قال ابن القيم رحمه الله: قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال: وهي شيئان: أحدهما: حراسة الخواطر وحفظها والحذر من إهمالها والاسترسال معها، فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء، لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات، ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال.
ولمعرفة بعض الوسائل المشروعة التي تعين على التغلب على الشهوة نوصيك بمراجعة الفتويين رقم: 36423، ورقم: 23231.
واعلمي أنّه لا حرج على المرأة أن تعرض نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم: 108281.
والله أعلم.