الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كلمتي (بينا) و(بينما) معناهما واحد، وهو: بين وقت وآخر، أو بين أوقات، وأصلهما (بين) الظرفية التي تأتي للزمان، وللمكان؛ بمعنى وسط، فأشبعت فتحة النون في (بينا) فصارت ألِفا، وزيدت عليها (ما) لتكفّها عن الإضافة إلى الفرد.
جاء في مختار الصحاح: (بَيْنَ) بِمَعْنَى وَسْطَ، تَقُولُ جَلَسَ بَيْنَ الْقَوْمِ، كَمَا تَقُولُ جَلَسَ وَسْطَ الْقَوْمِ بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ ظَرْفٌ، فَإِنْ جَعَلْتَهُ اسْمًا أَعْرَبْتَهُ تَقُولُ: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُمْ، بِرَفْعِ النُّونِ. وَهَذَا الشَّيْءُ (بَيْنَ بَيْنَ) أَيْ بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ. وَ(بَيْنَا) فَعْلَى، أُشْبِعَتِ الْفَتْحَةُ فَصَارَتْ أَلِفًا، وَ(بَيْنَمَا) زِيدَتْ عَلَيْهِ "مَا" وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، تَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ نَرْقُبُهُ أَتَانَا، أَيْ أَتَانَا بَيْنَ أَوْقَاتِ رَقْبَتِنَا إِيَّاهُ. اهـ.
ولذلك فكلا اللفظين فصيح في لغة العرب، ووردت به الأحاديث في الصحيحين مثل حديث أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.... وفي حديث آخر قَالَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الجَنَّةِ .. الحديث.
والله أعلم.