الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فننبهك أولاً إلى أنّ التعارف بين الشباب، والفتيات عبر الإنترنت، أو غيره، ولو كان بغرض الزواج، فهو باب شر وفساد، فينبغي الحذر من التهاون في هذا الباب؛ وانظري الفتوى رقم: 110476، والفتوى رقم: 1932
واعلمي أنّ الأب في الغالب، أحرص الناس على اختيار الزوج الصالح لابنته، وتحصيل مصالحها في الزواج وغيره؛ لما له من الخبرة، والدراية، مع ما فطره الله عليه من الشفقة عليها.
وإذا لم يكن من حق الولي منع موليته من الزواج بكفئها، وإلا كان عاضلاً، فإنّ من العلماء من يفسر العضل بمنع المرأة من الزواج بكفئها إضراراً بها، أما إذا منعها لمسوّغ، فلا يعد عاضلا.
جاء في التاج والإكليل لمختصر خليل: عن ابن عبد السلام: إن أبى ولي إنكاح وليته، وأبدى وجها، قُبِل، وإلا أمره السلطان بإنكاحها، فإن أبى زوجها عليه. اهـ.
والذي يظهر –والله أعلم- من سؤالك، أنّ أباك يمنعك من الزواج من هذا الشاب لأسباب وجيهة، فهو وإن كان كفؤا لك، إلا أنّ بينكما فروقاً ليست بالهينة، وقد تكونين مندفعة بالعاطفة، ثم تندمين بعد ذلك، وقد سبق أن بينا في كثير من الفتاوى أنه رغم ترجيحنا لاعتبار الدين وحده معيار الكفاءة، إلا أن اعتبار التقارب بين الزوجين في الأمور الأخرى كالتعليم، والثقافة، والسنّ، والمستوى المادي، والاجتماعي وغيرها، أمر مطلوب، فهو أدعى لتقارب الطباع بين الزوجين، ويسر التفاهم، واستقامة الحال بينهما.
فالخلاصة أنا ننصحك بطاعة أبيك في ترك الزواج من هذا الشاب، إلا إذا كان عليك ضرر في ذلك، فننصحك حينئذ أن تجتهدي في إقناع والديك بقبول هذا الرجل، ويمكنك توسيط بعض الأقارب أو غيرهم من الصالحين، ممن لهم وجاهة عند والديك، ويقبلون قولهم، فإن أصروا على الرفض، فلا تخالفي والديك، واعلمي أن من ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه.
ولمزيد الفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.