الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ مرفوعا بلفظ: إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عندَ ابن حبان في صحيحه، وآخر من حديث أنس بن مالك عند البزار في مسنده، وأبي نعيم في الحلية، وثالث عن عبد الرحمن بن حَسَنة عند الطبراني.
ولا تخلو آحاد هذه الشواهد من ضعف في نفسها، إلا أنها بمجموعها يرتقي الحديث إلى درجة الحسن لغيره، فيصح الاستدلال به، وهذا ما قرره جمع من أهل العلم، فرمز له السيوطي بالصحة في الجامع الصغير، وحسنه لغيره الشيخ الأرنؤوط في تعليقه على المسند، والشيخ سليم أسد في موارد الظمآن، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
فإذا حققت المرأة هذه الشروط الأربعة كانت موعودة بدخول الجنة من أي أبوابها الثمانية شاءت، فإذا دخلت الجنة استطاعت الوصول ـ بإذن الله ـ إلى جنة الفردوس، وهو أوسط الجنة وأعلاها، وذلك أن منازل الجنة ودرجاتها تابعة لعمل العبد وفضل الرب جل في علاه، سواء دخلت من باب الريان أم باب الصلاة أم غيرهما، فإذا حققت المرأة مع تلك الشروط الأربعة خصال أصحاب الفردوس كانت من نزلاء جنة الفردوس وورثتها ـ بإذن الله تعالى ـ وقد بين تعالى خصال أصحاب الفردوس في صدر سورة المؤمنون، فقال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {المؤمنون: 1ـ11}.
وفي خواتيم سورة الكهف، فقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا {الكهف:107}.
والله أعلم.