الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما الحسد فإنه حق، ومن ثم أمرنا الله تعالى بالتعوذ من شر حاسد إذا حسد، غير أن الإغراق في الخوف منه، وتعليق كل ما يحصل من الشرور على الحسد، أمر غير جيد، ومن ثم فلتدع الوسواس في هذا الباب، ولتعش حياتك، ولتتعامل مع الناس بصورة طبيعية، فإذا ظهرت قرائن قوية على أن شخصا ما يحسدك، فإنا قد بينا سبيل الوقاية من شر الحاسد في فتاوى كثيرة انظر منها الفتوى رقم: 131785 فانظرها وما فيها من إحالات. وأما التوفيق فقد بينا أسباب تحصيله في الفتوى رقم: 196661.
وسعة الرزق تنال بطاعة الله في المقام الأول، فمن أطاع الله واتقاه، وسع له رزقه، وفتح عليه أبواب الخير كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}. وقال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ {الأعراف:96}.
والنصوص في هذا المعنى كثيرة، ومن كان يخالط أحد العصاة، فعليه أن ينصحه، ويأمره بالمعروف، وينهاه عن المنكر، فإن فعل ما يجب عليه من النصيحة، والأمر، والنهي لم تضره معصية ذلك العاصي بإذن الله تعالى؛ فإن الله تعالى حكم عدل، وقد قضى سبحانه أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وأنه لا تكسب كل نفس إلا عليها.
والله أعلم.