الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نبهناك مرارا على ضرورة مدافعة الوساوس وأن العلاج الأمثل لها هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، واعلم أن بدن المغتسل كالعضو الواحد، ومن ثم، فإن جريان الماء على البدن لا يسلبه الطهورية، فإذا نزل الماء من على رأسك فبلل رجلك -مثلا- ارتفع حدث رأسك ورجلك وما أصابه الماء من بدنك، لأن بدنك كالعضو الواحد، والماء ما دام جاريا على العضو فإنه لا يسلب الطهورية، قال البجيرمي: بدن المغتسل كعضو واحد. انتهى.
فكيفما وصل الماء إلى جسمك حصل المقصود وارتفع الحدث، فإذا وقفت تحت الدش -مثلا- فعم الماء جميع بدنك فقد ارتفع حدثك بذلك، والتدليك سنة وليس بواجب، فلو لم تدلك شيئا من بدنك فغسلك صحيح، ويجب عليك تخليل شعرك حتى يغلب على ظنك وصول الماء إلى البشرة، والغسل يكفي فيه غلبة الظن كما ذكرت، ولا يشترط اليقين، ونكرر تحذيرك من الوساوس ونهيك عن الاسترسال معها، فإن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.