قراءة ‏سورة البقرة بغية حصول الرزق، وعلاقة الاستغفار بالرزق

1-9-2014 | إسلام ويب

السؤال:
قرأت كثيرا عن الأشياء التي تجلب ‏الزواج، وهناك الكثير من مواقع ‏الإنترنت التي تطرح تجارب بنات قد ‏تزوجن فعلا في أسابيع قليلة. ومن ‏هذه الأسباب قراءة سورة البقرة ‏يوميا.‏‏ فهل هذا صحيح؟
كما إنهم يقولون إن الشخص يجب ‏عليه أن يقرأها بشروط معينة، يعني ‏أن يعتبرها سببا فقط، وألا يعتبرها ‏من ستجلب له الرزق، بل الله هو الرازق، ‏ولكنني لم أفهم.‏
وأيضا قرأت عن الاستغفار.‏
‏ وسؤالي هنا هو: أن كثيرا جدا من ‏الناس يقرؤون سورة البقرة كل يوم، ‏وكثيرون جدا يستغفرون آلاف المرات ‏في اليوم، لكن الرزق لا يأتي لهم، ‏ولمدة طويلة.‏‏ فما سبب ذلك؟
أعلم أن الله يعلم الخير لنا، وأن خيرة ‏الله أفضل من خيرتنا لأنفسنا، وهذا ‏يمكن أن يكون سببا، ولكنني أسأل ‏عن السبب الآخر الذي يجعل الرزق ‏لا يأتي، مع محاولة هؤلاء الجادة ‏بعد سنوات طويلة. هل هذا بسبب ‏شيء لديهم من ضعف الإيمان ‏واليقين، أم لأنهم يسرحون بتفكيرهم ‏وهم يستغفرون، أو وهم يقرؤون ‏سورة البقرة؟ ‏ فهل يجب عندها التدبر؟ ‏
‏ وسؤال أخير: هل يجب الانتظار 40 ‏يوما على قراءة سورة البقرة ليأتي ‏الرزق؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على ‏رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما ‏بعد:‏

فلا يوجد دليل على أن سورة البقرة، ‏أو غيرها من السور يحصل لقارئها ‏مطلوبه من الزواج. وفي هذا جواب ‏على سؤالك الأخير بخصوص ‏الانتظار عددا من الأيام، ثم قراءة ‏سورة البقرة بقصد حصول الرزق. ‏فكل ذلك لا دليل على مشروعيته.‏ ومن أراد شيئا من ذلك، فعليه بتقوى ‏الله، وكثرة الإلحاح إليه سبحانه ‏بالدعاء، وخاصة في أوقات الإجابة ‏كوقت السحر، وبين الأذان والإقامة، ‏وبعد العصر يوم الجمعة أو نحو ‏ذلك.‏

أما الاستغفار: فما من شك في أن ‏ملازمته سبب في حصول الرزق، ‏والولد، وبلوغ الغايات، وتفريج ‏الكرب، قال تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا ‏رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ ‏عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ‏وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ ‏أَنْهَارًا {نوح:10-12}،‏ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من ‏لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ‏ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ‏ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو ‏داود وابن ماجه.‏ لكن هذا لا يعني أنه بمجرد حصول ‏الاستغفار يحصل الرزق للمستغفر ‏مباشرة، فهذا ليس هو المقصود، بل ‏المقصود أن الاستغفار سبب في ‏حصول الرزق، ولا يلزم من وجود ‏السبب وجود المسبب، فقد يكون ‏هناك مانع، ومن موانع الرزق ‏المعاصي، يقول النبي صلى الله عليه ‏وسلم: إن الرجل ليحرم الرزق ‏بالذنب يصيبه. رواه أحمد. ويقول شيخ الإسلام مبينا المعنى ‏السابق: الدعاء في اقتضائه الإجابة، ‏كسائر الأعمال الصالحة في ‏اقتضائها الإثابة، وكسائر الأسباب ‏في اقتضائها المسببات. ومن قال إن ‏الدعاء علامة، ودلالة محضة على ‏حصول المطلوب المسؤول، ليس ‏بسبب، أو هو عبادة محضة، لا أثر له ‏في حصول المطلوب وجودا ولا ‏عدما، بل ما يحصل بالدعاء يحصل ‏بدونه، فهما قولان ضعيفان؛ فإن الله ‏علق الإجابة به تعليق المسبب ‏بالسبب. اهـ .       

وعلى من تأخر عنه الرزق -بعد ‏الأخذ بالأسباب- أن يصبر، ويعلم أن ‏الله سبحانه قد كتب له رزقه وهو في ‏بطن أمه، وسيحصله لا محالة، لكن ‏ربما لم يحن وقته بعد، ثم ليفتش في ‏نفسه لعل لديه بعض الذنوب هي ‏السبب في منعه من الرزق، ‏فيتوب إلى الله تعالى منها. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 132579-112334-110677‏ .                                                                               

والله أعلم.‏

www.islamweb.net