الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يوجد دليل على أن سورة البقرة، أو غيرها من السور يحصل لقارئها مطلوبه من الزواج. وفي هذا جواب على سؤالك الأخير بخصوص الانتظار عددا من الأيام، ثم قراءة سورة البقرة بقصد حصول الرزق. فكل ذلك لا دليل على مشروعيته. ومن أراد شيئا من ذلك، فعليه بتقوى الله، وكثرة الإلحاح إليه سبحانه بالدعاء، وخاصة في أوقات الإجابة كوقت السحر، وبين الأذان والإقامة، وبعد العصر يوم الجمعة أو نحو ذلك.
أما الاستغفار: فما من شك في أن ملازمته سبب في حصول الرزق، والولد، وبلوغ الغايات، وتفريج الكرب، قال تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10-12}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود وابن ماجه. لكن هذا لا يعني أنه بمجرد حصول الاستغفار يحصل الرزق للمستغفر مباشرة، فهذا ليس هو المقصود، بل المقصود أن الاستغفار سبب في حصول الرزق، ولا يلزم من وجود السبب وجود المسبب، فقد يكون هناك مانع، ومن موانع الرزق المعاصي، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد. ويقول شيخ الإسلام مبينا المعنى السابق: الدعاء في اقتضائه الإجابة، كسائر الأعمال الصالحة في اقتضائها الإثابة، وكسائر الأسباب في اقتضائها المسببات. ومن قال إن الدعاء علامة، ودلالة محضة على حصول المطلوب المسؤول، ليس بسبب، أو هو عبادة محضة، لا أثر له في حصول المطلوب وجودا ولا عدما، بل ما يحصل بالدعاء يحصل بدونه، فهما قولان ضعيفان؛ فإن الله علق الإجابة به تعليق المسبب بالسبب. اهـ .
وعلى من تأخر عنه الرزق -بعد الأخذ بالأسباب- أن يصبر، ويعلم أن الله سبحانه قد كتب له رزقه وهو في بطن أمه، وسيحصله لا محالة، لكن ربما لم يحن وقته بعد، ثم ليفتش في نفسه لعل لديه بعض الذنوب هي السبب في منعه من الرزق، فيتوب إلى الله تعالى منها. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 132579-112334-110677 .
والله أعلم.