الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي ينبغي لك هو أن تسأل الله أن يختار لك الخير، وييسره لك حيث كان، فإنك لا تدري هل زواجك بتلك الفتاة خير لك أو لا؟ وقد قال الله تعالى: وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}. فالأولى أن تفوض أمرك لربك تعالى، وتحسن ظنك به، وتثق في اختياره لك، وحسن تدبيره سبحانه، ولو دعوت أن يزوجك الله بهذه الفتاة، لم يكن بذلك بأس، وقد بينا في الفتوى رقم: 180331، أنه لا حرج في الدعاء بالزواج بامرأة معينة.
وأما دعاؤك عليها أن يتأخر زواجها، وألا يتقدم أحد لخطبتها، فغير مشروع؛ لما فيه من الدعاء بالضرر، وتمني زوال الخير عن المسلم، ولكن في دعائك أن يزوجك الله بها كفاية؛ فإن الله قادر على أن يذلل ما تلقاه من عقبات، فيتيسر تقدمك لخطبتها عاجلا.
وعلى كل، فالأولى -كما ذكرنا- هو التفويض لحكم الله، والتسليم لأمره، فإنه سبحانه أعلم بمصالح العبد من نفسه.
والله أعلم.