الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فباب التوبة مفتوح أمام كل أحد لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، فليقبل هذا الشخص التائب على ربه، وليعلم أنه مهما كان ذنبه عظيما، فإن عفو الله أعظم ورحمته سبحانه قد وسعت كل شيء، وليعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وحتى لو كان قد وقع منه سب للنبي صلى الله عليه وسلم، فإن توبته منه مقبولة، فكيف والأمر مشكوك فيه، فليطرح عن نفسه هذه الشكوك وليقبل على ربه تعالى بحسن العمل والاجتهاد في الطاعة، وليغلق باب الوساوس وليعلم أن ربه تعالى غفور رحيم وأنه سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، كما قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
والله أعلم.